مراجعة رواية “الضوء الخافت”

distant-light (1).jpg

 

يعيش بطل الرواية وحيدًا في بلدة مهجورة وسط الغابات والجبال، حيث لا بشر سواه، وحيث تطغى الطبيعة على كل شيء، وتتمرد على كل ما هو من صنع الإنسان. وفي كل ليلة، من أعالي التلال البعيدة، ينبعث ضوء خافت لا يعلم بطل الرواية ماهيته. يستفزه الضوء طويلًا حتى يقرر ذات يوم أن يذهب في رحلة لاستكشاف مصدر ذلك الضوء، رحلة ستقوده نحو المزيد من الحيرة والأحداث غير المتوقعة.

أبدع الكاتب باقتدار في الوصف البديع للمشاهد والطبيعة والأصوات. ولأن ليس ثمة شخصيات في الرواية سوى بطلها الوحيد، فقد اعتمد الكاتب ببراعة شديدة على المونولوج تارة، وعلى الحوار بين البطل والطبيعة من حوله تارة أخرى. كما نجح في تسليط الضوء على صراع الإنسان مع ذاته، وصراع الإنسان مع الطبيعة.

في قصة موسى وجد النبي الإجابات حين ترك أهله وتتبع الضوء الذي أومض في طور سيناء، وفي رواية أنتونيو موريسكو أصبح البطل محملًا بالمزيد من الأسئلة.

“أين يمكنني أن أذهب كي لا أرى هذه المذبحة، هذا الاعوجاج الأعمى الذي لا يمكن إصلاحه، والذي يسمونه الحياة؟”

ولد الكاتب الإيطالي أنتونيو موريسكو في إيطاليا عام 1947، ويعده النقاد أحد الآباء الجدد للرواية الإيطالية عمومًا والتيار التجريبي خصوصًا. لم تكن بداياته موفقة، حيث تم رفض أعماله من قبل العديد من دور النشر، قبل أن يفرض نفسه بقوة على الساحة الأدبية بثلاثيته الرائعة “ألعاب الأبدية”.

صدرت النسخة العربية من رواية “الضوء الخافت عام 2017 عن دار “بعد البحر” للنشر بدعم من وزارة الخارجية الإيطالية، وترجمتها عن الإيطالية المترجمة المتميزة هبة فاروق.

أضف تعليق